* ما تنقضي لوعةٌ منّي ولا جزعُ *
فقال الرشيد : عد عن هذا ، وسل حاجتك.
قال :
* إذا ذكرت شباباً ليس يرتجعُ *
وأنشد القصيدة إلى قوله :
ركبٌ من النّمرِ عاذَوا بابنِ عمَّتِهِم |
|
مِن هاشم حِين لجّ الأزلمُ الجذعُ |
مشوا إليك بقربى مِنك تَعرِفُهَا |
|
لهم بها في سَنام المَجدِ مطلعُ |
قومٌ هُمُ وَلَدُوا العبّاسَ والدَهم |
|
وأنتَ بَرٌّ وعند النمرِ مصطنعُ |
إنّ المكارمَ والمعروف أوديةٌ |
|
أحلّك اللهُ مِنها حَيثُ تجتمعُ |
فقال : ويحك ، حاجتك؟!
فقال : يا أمير المؤمنين أُخربت الديار ، وأُخذت الأموال ، وقتل الرجال ، وهُتِك الحرم.
فقال : اكتبوا له بكلّ ما يريد. وأمر له بعشرة آلاف درهم ، ولجميع أصحابه بمثلها واحتبسه وشخّص أصحابه ، فقضيت حوائجهم.
قال : ولم يأخذ أحد من الرشيد ولا تقدّم عنده مثله ، وأُعجب به عجباً شديداً ؛ ولقّبه خال العبّاس بن عبد المطلب ، ولم يزل عنده يقول الشعر فيه وفي عيسى بن جعفر حتّى استأذن له في أن يرى أهله برأس العين فأذن له(١).
أقول : وتنسب الأبيات المتقدّمة إلى منصور بن بجرة بن منصور الذي ينتهي نسبه إلى الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط ؛ فلمّا سمعها منصور
__________________
(١) تلخيص أخبار شعراء الشيعة ، أعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٩.