نفسي فداكَ والأبطال مُعلِمَة |
|
يوم الوغى والمنايا بينها قُرعُ |
قال : فرمى بالطعام بين يديه ، وصاح : هذا والله أطيب من كلِّ طعام ، وكلِّ شيء. وبعث إليه بسبعة آلاف دينار(١).
وقال الحصري القيرواني :
كان الرشيد يقدّم منصوراً النّمري بجودة شعره ، ولِما يمتّ إليه من النسب من العباس بن عبد المطلب ، وكانت نثيلة أم العبّاس من النّمر بن قاسط ، ولِما كان يُظهرُ من الميل إلى إمامة العباس وأهله ، والمنافرة لآل علي عليهمالسلام وهو القائل :
أميرَ المؤمنينَ إليكَ خُضْنا |
|
غِمارَ الموتِ مِنْ بَلَد شطيرِ(٢) |
بِخُوص كَالأهلَّة جَانِفات |
|
تَمِيلُ عَلى السُرَى وَعَلى الهَجيرِ(٣) |
حَمَلنَ إليكَ آمالاً عِظاماً |
|
وَمِثْلَ الصَّخرِ والدّرِّ النَثيرِ(٤) |
فَقَدْ وَقَفَ المديحُ بِمُنتَهاهُ |
|
وَغَايَتِهِ وَصارَ إلى المَصيرِ |
إلى مَنْ لا تُشِيرُ إلى سِوَاهُ |
|
إذا ذُكِرَ النَّدَى كَفُّ المُشيرِ |
يَدٌ لَكَ في رِقابِ بَني عَلِيٍّ |
|
وَمَنٌّ ليسَ بِالمَنِّ اليَسيرِ |
مَنَنْتَ عَلى ابنِ عبد اللهِ يَحيى |
|
وكانَ مِنَ الحُتوفِ عَلى شَفِيرِ(٥) |
وَقَدْ سَخِطَتْ لِسَخْطَتِكَ المَنايا |
|
عَلَيهِ فَهْيَ خاتمة النشورِ |
__________________
(١) تاريخ بغداد : ١٣ / ٦٨ ، الأغاني : ١٣ / ١٠٠.
(٢) الشطير : البعيد.
(٣) الخوص : جمع خوصاء ، وهي الناقة ؛ لما في عينها من غؤور وصغر.
(٤) أراد شعراً جزلاً هو الغاية في النفاسة.
(٥) شفير كل شيء : حافته ، حرفه.