ولو كافأتَ ما اجتَرَحَتْ يداهُ |
|
دَلَفْتَ لَهُ بِقاصِمَةِ الظُهورِ |
ولكِنْ حَلَّ حِلْمُكَ واجتَباهُ |
|
عَلى الهفواتِ عَفوٌ مِنْ قَديرِ |
فَعَادَ كأنَّهُ لم يَجْنِ ذَنَباً |
|
وَقَدْ كانَ اجتَنى حَسَكَ الصُّدورِ |
لَهُمُ رَحِمٌ تُصَوّرُكُم عَلَيهِم |
|
وتَكسِرُ عَنْكُمُ حُمَةَ النّكِيرِ |
فإن شَكَرُوا فَقَدْ أنعَمْتَ فِيهِم |
|
وإلاَّ فالنّدَامَةُ لِلكفُورِ |
ألا للهِ درُّ بَنِي عَليٍّ |
|
وَزُور مِنْ مَقالَتِهِمْ كَثيرِ |
يُسَمُّونَ النَّبيَّ أباً ويأبَى |
|
من الأحزابِ سَطرٌ في سطورِ |
وإنْ قَالوا بَنُو بنت فَحَقٌّ |
|
وَردُّوا ما يُناسِبُ للذّكورِ |
وما لِبَنِي بَنات مِنْ تُراث |
|
مَعَ الأعَمامِ في وَرَقِ الزَّبورِ |
بَنِي حَسَن وَرَهْطَ بَنِي حُسَين |
|
عَلَيكُم بِالسَّدادِ مِنَ الأُمورِ |
أَمِيطُوا عَنكُمُ كَذِبَ الأمَاني |
|
وأحلاَماً يَعدنَ عِداتِ زورِ |
فقد ذُقْتُم قِراعَ بَني أبِيكُمْ |
|
غداةَ الرّوعِ بالبيضِ الذّكورِ |
أَحينَ شَفَوكُمُ مِن كلِّ وتر |
|
وصخُّوكُم إلَى كنف وثيرِ |
وجادوكُمْ على ظماء شديد |
|
سُقيتمُ مِن نوالِهِمُ الغزيرِ |
فَما كانَ العُقوقُ لَهُم جزاءً |
|
بفعلِهمُ وآدى للثُّؤور |
وإنّكَ حينَ تبلغَهُم أذاةٌ |
|
وإنْ ظلموا لَمْحزُونُ الضمير(١) |
لمّا سمع الرشيد هذه القصيدة ، ولا سيّما البيت الأخير ، قال : شيء كان في صدري منذ عشرين سنة لم أقدر على إظهاره فأظهرته بهذا البيت.
ثمّ أمر الفضل بن الربيع أن يدخل الشاعر بيت المال ، ويأخذ كلّ ما فيه من البُدر ، وكان فيه سبع وعشرون بدرة ، فاحتملها وذهب.
__________________
(١) طبقات الشعراء : ٢٤٥ ، زهر الآداب : ٢ / ٥٦ ، أمالي المرتضى : ٢ / ٢٧٤ ، الأغاني : ١٢ / ١٧ ، الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٧٣٧.