وفي هذه القصيدة قال مروان بن أبي حفصة ـ وكان حاضراً عندما أنشدها النّمري للرشيد ـ : وددت والله لو أنّه أخذ جائزتي وسكت.
وفي قصيدة أُخرى يقول ـ في مدح الرشيد وكذلك يتعرّض فيها إلى آل البيت عليهمالسلام ـ :
حُكْمُ الخَليفةِ هَارون يُذكّرنا |
|
أحكامَ أحمدَ بَلْ أخلاقُهُ جُمَعُ |
مَشَابِهٌ مِنْ نبيِّ اللهِ تَنْزعُهُ |
|
إلى المحاسِنِ والأشبَاه تُنْتَزعُ |
ومِنْ إمَامِ الهُدى المَنصورِ يَلحَقُهُ |
|
قَهرُ الأُمورِ وَحَزمٌ حِينَ يَقْتَرِعُ |
وتُشبِهُ القائِمَ المَهدِيَّ مَرْحَمَةٌ |
|
مِنهُ وبَحرُ نوال حِينَ يُنْتَجَعُ |
وما أَختلَّ وَصِيُّ الأوصياءِ به |
|
محمّد بْنُ عليٍّ نُورُهُ الصَّدعُ |
ذُرِّيَّةٌ بعضُها مِنْ بعض اصطُنِعتْ |
|
فالحقُّ ما نَطَقوا والحَقُّ ما شَرَعُوا |
يا ابن الأئِمةِ مِنْ بَعْدِ النبيِّ ويا بـ |
|
ـنَ الأوصياءِ أقرَّ النَّاسُ أم دَفَعوا |
إنَّ الخِلافَة كانَتْ إرثَ والدِكُمْ |
|
مِنْ دُونَ تَيم وعفوُ اللهِ مُتَّسِعُ |
لولا عديٌّ وتيمٌ لَمْ تَكُنْ وَصَلَتْ |
|
إلى أُميَّة تَمْريها وتَرْتَضعُ |
تِسعينَ عاماً إلى عَشر مُجرَّمة |
|
مِنَ السِّنينَ وأنفُ الحقِّ يُجْتَدَعُ |
وما لاِلِ عليٍّ في إمَارَتِكم |
|
حَقٌّ ومالَهُمُ في إرثِكُم طَمَعُ |
يا أيّها النّاسُ لا تَعزَبْ عُقُولكُمُ |
|
ولا تُضِفْكُم إلى أكنافِها البِدَعُ |
العَمُّ أولى من ابنِ العمِّ فاستَمِعوا |
|
قولَ النَّصِيحِ فإنّ الحَقَّ يُسْتَمعُ(١) |
__________________
(١) أعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٩ ، الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٢٤٤ ، تاريخ الطبري ٨ / ٣٦٢ ، العقد الفريد ٥ / ٣٣٥ ، أبو تمام : ١٨ ، تلخيص أخبار شعراء الشيعة : ٨٠ ، أمالي المرتضى : ٢ / ٢٧٧.