اضطراب العقيدة عند النّمري :
في معالم العلماء ، عدّه ابن شهر آشوب في شعراء الشيعة المتّقين ، وقد نبشوا قبره ...(١)
وذكره المرزباني ضمن شعراء الشيعة السبعة والعشرين ، فقال : كان عربيّ الألفاظ ، جيّد الشعر ، وقيل : ما كسب أحد بالشعر كسبه ، مدح الخلفاء مع أنّه كان يسرّ التشيّع فإذا ظهر عليه ؛ أسهب بمدح بني العبّاس ، إلاّ أنّه ظهرت أشعاره بعد موته(٢).
وقال الحصري : وكان يضمر غير ما يظهر ، ويعتقد الرفض ، وله في ذلك شعر كثير لم يظهر إلاّ بعد موته ، وبلغ الرشيد قوله :
آلُ النّبيّ وَمَنْ يُحِبُّهم |
|
يتطامنون مخافة القتل |
أمِنَ النصارى واليهود ومَنْ |
|
مِن أُمّةِ التوحيد في أزلِ |
الا مصالت يَنصُرونَهم |
|
بظبا الصّوارمِ والقَنا الذُّبلِ(٣) |
فأمر الرشيد بقتله ، وكان حينئذ برأس العين ، فمضى الرسول فوجده قد مات ، فقال الرشيد : لقد هممتُ أن أنبش عظامه فأحرقها ، وكان يُلْغز في مدحه لهارون ، وإنّما يريد قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي رضوان الله تعالى عليه : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى).
وفي تذكرة ابن المعتز ذكر إنّ بين النّمري والعتّابي ـ أحد شعراء ذلك
__________________
(١) معالم العلماء : ١٨٦.
(٢) أعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٩.
(٣) زهر الآداب وثمر الألباب ٢ / ٦٥٠.