(٢٢)
أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر
عن أبي عبد الله عليه السلام : «ثلاث لا عذر لأحد فيها : أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين»(١).
هكذا يؤدّبون شيعتهم!
قد تتوهّم أنّه إذا كان الشخص فاجراً فأنت في سعة بالنسبة إليه ، وأنّك مرخّص في الخيانة في ماله إذا استأمنك أو الخلف لوعده إذا وعدته .. كلاّ ، ليس الأمر كذلك ، وكونه فاجراً ليس بعذر لك.
بل الإمام عليه السلام يضرب لك مثلاً ، ويقول : «فلو أنَّ قاتل علي عليه السلامائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه»(٢). وهل فوق قاتل أمير المؤمنين عليه السلامفاجراً؟
إنّ أداء الأمانة صفةٌ حسنةٌ في نفسها ، والمؤمن يجب أن يتحلّى بالصفات الحسنة ، والخيانة في نفسها صفة قبيحة على المؤمن الاجتناب عنها بغضّ النظر عن صاحب المال الذي استأمنك ...
والأخبار في خصوص أداء الأمانة كثيرة.
ومن ذلك ما عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر : «فاتّقوا الله وأدّوا
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٩/٧١ ح ٢٤١١٧٦.
(٢) وسائل الشيعة ١٩/٧٢ ح ٢٤١١٧٧.