الأمانة إلى الأسود والأبيض ، وإن كان حروريّاً ، وإن كان شاميّاً»(١).
وعنه عليه السلام : «إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً إلاّ بصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر»(٢).
بل لقد جعل أداء الأمانة ممّا يختبر به المؤمن.
فعن أبي عبد الله عليه السلام : «لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده ، فإنّ ذلك شيء اعتاده ، فلو تركه استوحش لذلك ، ولكنْ انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته»(٣).
وفوق ذلك كلّه ، ما ورد عن أبي كهمس ، قال : «قلت لأبي عبد الله عليه السلام : عبد الله بن أبي يعفور يقرؤك السلام.
قال : وعليك وعليه السلام ، إذا أتيت عبد الله فاقرأه السّلام ، وقل له :
إنّ جعفر بن محمّد يقول لك : انظر ما بلغ به عليّ عليه السلام عند رسول الله صلّى الله عليه وآله فالزمه ، فإنّ عليّاً عليه السلام إنّما بلغ ما بلغ عند رسول الله صلّى الله عليه وآله بصدق الحديث وأداء الأمانة»(٤).
ثمّ إنّهم عليهم السلام ذكروا لحفظ الأمانة وأدائها فوائد وآثاراً دنيوية :
عن عبد الرحمن بن سيّابة عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ قال : «ألا أُوصيك؟ قلت : بلى ، قال : عليك بصدق الحديث وأداء الأمانة تشرك النّاس في أموالهم هكذا ، وجمع بين أصابعه.
قال : فحفظت ذلك عنه فزكّيت ثلاثمائة ألف درهم»(٥).
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٩/٧٣ ح ٢٤١١٧٨.
(٢) وسائل الشيعة ١٩/٧٣ ح ٢٤١٨٢.
(٣) وسائل الشيعة ١٩/٦٨ ح ٢٤١٦٨.
(٤) وسائل الشيعة ١٩/٦٧ ح ٢٤١٦٦.
(٥) وسائل الشيعة ١٩/٦٨ ح ٢٤١٧١.