(٢٣)
ما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم
عن أبي عبد الله عليه السلام : «إنّ عظيم الأجر لمع عظيم البلاء ، وما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم»(١).
وهل من شكٍّ في أنّ أحبّ النّاس إلى الله هم الأنبياء والرسل؟!
«سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله : من أشدّ النّاس بلاءً في الدنيا؟
فقال : النبيّون ثمّ الأمثل فالأمثل ، ويبتلى المؤمن بعدُ على قدر أيمانه وحسن أعماله ، فمن صحّ إيمانه وحسن عمله اشتدّ بلاؤه ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه»(٢).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : «إنّ في كتاب علي عليه السلام : إنّ أشدّ النّاس بلاءً النبيّون ، ثمّ الوصيّون ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، وإنّما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صحّ دينه وحسن عمله اشتدّ بلاؤه ، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبةً لكافر ، ومن سخف دينه وضعف عمله قلّ بلاؤه ، وإنّ البلاء أسرع إلى المؤمن التقيّ من المطر إلى قرار الأرض»(٣).
وقد يسأل بعض المؤمنين عن الحكمة في ما يلاقونه من البلاء ، ومنهم من يشتكي ويجزع ، وهم في غفلة عن معنى البلاء وكأنّهم يشتبهون
__________________
(١) وسائل الشيعة ٣/٢٦٣ ح ٣٥٩٣.
(٢) وسائل الشيعة ٣/٢٦١ ح ٣٥٨٤.
(٣) وسائل الشيعة ٣/٢٦٢ ح ٣٥٩١.