ومن المعلوم أنّ مدينة واسط بناها الحجّاج ما بين سنة ٨٣ و ٨٤ هـ(١).
هذا يعني أنّ ولادة هشام بن الحكم ليست قبل هذا التاريخ بل بعده مؤكّداً.
هذه هي الاحتمالات الممكن منها استنباط سنة ولادة هشام.
٣ ـ شخصيّته ، واتصاله بالأئمّة :
هذا التاجر ، كانت شخصيّته قلقة في بداية عمره ، بدأ جهميّاً(٢) ، ومن ثمّ ديصانيّاً(٣) ، وأخيراً إماميّاً.
ولم تفصل المصادر التحدّث عن حياة هشام الجهمية والديصانية ، ولكنّها بيّنت وتوسّعت بالكلام على إماميّته.
ولهذا ، أُرجّح أنّ هذه الميول الجهمية والديصانية ليست صحيحة ، بل هي مختلقة من خصوم هشام الفكريّين والعقائديّين ، أقصد بهم : المعتزلة ، والواقفة ، والغلاة(٤).
وتؤكّد نصوص عديدة أنّ شخصية هشام بن الحكم هي شخصية
__________________
(١) التنبيه والإشراف : ٣١١.
(٢) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٦ ، بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٣ ح ٢ نقلاً عن الكشي.
(٣) رجال البرقي : ٤٧ ، رجال ابن داوود : ٢٨٤ رقم ٥٤٦ نقلاً عن البرقي. وعالجت هذه النسبة إلى هشام في الباب الثالث آراء هشام : ١٥٣ و ١٥٤ و ١٥٥ و ١٥٦.
(٤) عالجت هذه المسألة في أطروحتي عن «هشام بن الحكم وأثره في الفكر الإسلامي» ، إشراف د. رضوان السيد ، في الجامعة الإسلامية في لبنان ، وبيّنت فيها أنّ خصوم هشام الفكريين والعقائديين هم من نسب إلى هشام التشبيه والتجسيم وغيرها من التشنيعات. وبهذا الأمر ، خالفت المرحوم الشيخ عبدالله نعمة الذي رأى في كتابه القيّم عن هشام بن الحكم ، بأنّ هشاماً قد قال بالتشبيه والتجسيم ، وكان من أتباع الجهمية والديصانية ، ولكنّه تاب على يد الإمام الصادق.