ذكية وفطنة ، حاضرة الجواب ، تتمتّع بروح النّقد والردّ. سئل يوماً عن معاوية بن أبي سفيان أشهد بدراً : قال : نعم ، من ذلك الجانب(١) ، أي مع أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
أو كما فعل مع صديقه عبدالله بن يزيد الأباضي ، عندما خطب منه ابنته فاطمة ، فقال له الأباضي : «تعلم ما بيننا من مودّة ودوام الشراكة ، وقد أحببت أن تنكحني ابنتك فاطمة ، فقال هشام : إنّها مؤمنة. فأمسك الأباضي ولم يعاوده في شيء»(٢).
ومن خصائص شخصيته العبقرية ، أنّه كثيراً ما كان يردّ على الخصوم ويستعين لإفحامهم بالقرآن الكريم ، كالذي فعله مع يحيى بن خالد البرمكي وبحضور الرشيد ، عندما سأله عن علي عليهالسلام والعبّاس لمّا اختصما عند أبي بكر على الميراث ، فأي منهما كان على حقّ؟(٣).
أو جوابه على الحكمين يوم صفّين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري بأنّهما لم يريدا الإصلاح بين الطائفتين(٤).
وكلامه مع أبي عبيدة المعتزلي عندما قال لهشام : بأنّ الدليل على صحّة معتقدنا وبطلان معتقدكم هو كثرتنا وقلّتكم(٥).
__________________
(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٤٩ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، رجال ابن داوود : ٢٠٠ رقم ١٦٧٤.
(٢) مروج الذهب للمسعودي ٣ / ١٩٤ ، ضحى الإسلام : ٢٠٠ ، رجال الحلّي ٣ / ٢٦٨.
(٣) الفصول المختارة : ٤٩ ، بحار الأنوار ١٠ / ٢٩٣ ح ٢ نقلاً عن الفصول المختارة و ٢٩ / ٦٩ ح ٢.
(٤) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٥٢٢.
(٥) المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ : ١ / ٢٧٤.