اللهِ)(١) ، ولا يجوز أن يؤمّ الخليقة مَنْ غضب الله عليه.
قال يحيى : فالثالثة؟
قال هشام : ويكون عارفاً بالأحكام والسنن والشرايع ، لأنّه لا يؤمّن عليه أن يشذّ عليه شيء فيحتاج إلى من يعلمه ويحكم عليه ، ومن يحكم عليه لا يجوز أن يكون حاكماً ، فيكون الناس حينئذ لا فرق بين حاكم ومحكوم عليه.
قال يحيى : فالرابعة؟
قال هشام : ويكون أيضاً من العرب.
قال يحيى : وإذا كان من العرب؟
قال هشام : ميّزهم يا يحيى ، فليس للعرب أكفاء.
قال يحيى : خيرهم مُضر(٢).
قال هشام : ميّزهم ، فليس ولد مُضر كلُّهم أكفاء ، فانظرك أيَّهم خير.
فحينئذ قال يحيى : ولد النّضر(٣) ، وهم قريش(٤).
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ١٦.
(٢) مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، جدّ جاهلي ، من سلسلة النسب النبوي ، من أهل الحجاز ، قيل : إنّه أوّل من سنّ الحداء للإبل في العرب ... أمّا بنوه فهم من أهل الكثرة والغلبة في الحجاز ، كانت الرياسة لهم بمكّة والحرم. الأعلام ٧ / ٢٤٩.
(٣) النضر بن كنانة بن خريمة بن مدركة ، من بني نزار ، من عدنان. جد جاهلي ، من سلسلة النسب النبوي. كنيته أبو يخلد ، وقيل : اسمه قيس ، ولقب بالنضر ؛ لجماله. بنوه قبائل وبطون كثيرة ، كانت مساكنهم حول مكّة وما والاها. الأعلام ٨ / ٣٣.
(٤) قريش بن بدر بن يخلد بن النظر بن كنانة ، من عدنان. جاهلي من أهل مكّة. كان دليل بني كنانة في تجاراتهم ، فإذا أقبل في القافلة يقال : «قدمت عِير قريش» ، فغلب لفظ «قريش» على ما كان في عهده من بني النضر بن كنانة. والقرشيون أو