قال هشام : صدقت ، ولد عبدالله ليس له نظير ، ومحمّد بن عبدالله رسول الله ، فانظر يا يحيى من شقيق نوره ، ومن واساه بنفسه في الضرّاء والبأساء؟
قال يحيى : لا أعرف.
قال هشام : لم يخف والله ، ولا يُخفى هو علي بن أبي طالب(١) ، أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
قال يحيى : كيف أوجبت الإمامة لعلي عليهالسلام دون إخوته ، وعمومته ، وبني عمّه ، ونظرائه من قومه؟
قال : أوجبت له الإمامة لخروجه من حدّ الطفولية على الإيمان ، كخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الطفولية على الإيمان ، لم يشرك بالله عزّ وجلّ ، ولا عبد وثناً ؛ لأنَّ الشرك ظلم ، ولا يجوز أن يكون الإمام ظالماً ؛ لأنَّ من ظلم فقد حلّ من الله عز وجلّ محلّ العداوة.
قال : فحرّك الرشيد السّتر ، فقال : ويلك ، من هذا الذي تصفه بهذه الصفات.
قال : ذاك أمير المؤمنين العالي القدر الشريف المكان.
__________________
عبد الله) آمنة بنت وهب ، فحملت بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ورحل في تجارة إلى غزة ، وعاد يريد مكة ، فلما وصل إلى المدينة مرض ومات بها ، وقيل : مات بالأبواء بين مكّة والمدينة. الأعلام ٤ / ١٠٠.
(١) هو : أبو طالب (٨٥ ق. هـ ـ ٣ ق. هـ) بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش : والد عليرضياللهعنه ، وعمّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكافله ، ومربّيه ، ومناصره. كان من أبطال بني هاشم ورؤوسائهم .. نشأ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في بيته ، وسافر معه إلى الشام في صباه. ولمّا أظهر (النبي) الدعوة إلى الإسلام همَّ أقرباؤه (بنو قريش) بقتله ، فحماه أبو طالب ، وصدّهم عنه. الأعلام ٤ / ١٦٦.