قال : فلا تدع الرواح إلى عزّك»(١).
وعن هشام بن أحمر ، قال : «كان أبو الحسن عليه السلام يقول لمصادف : اغد إلى عزّك. يعني : السّوق»(٢).
فهكذا كانوا يحرّضون شيعتهم على طلب الدنيا بالتجارة والعمل وكسب المال ، كما كانوا يحرّضون أهل العلم على التعلّم والتقدّم فيه ، حتّى قالوا : «ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه»(٣).
إنّهم لم يهملوا هذا الجانب أبداً ، بل لقد اهتمّوا وأمروا به وحثّوا عليه ورغّبوا فيه بشتّى الأساليب.
ففي الأخبار المذكورة أمرٌ بالمبادرة إلى السوق ، والحضور في محلّ الكسب في أوّل الصبح.
وأيضاً ، فقد عبّروا عن التجارة والكسب وطلب المال الحلال بـ : «العزّ» وما أجمله من تعبير ، ففي الوقت الذي يحرّضون على العمل من أجل الحصول على الدنيا ، يشيرون إلى أنّ الغرض الأقصى من ذلك هو الآخرة والمزايا المعنويّة ، ولذلك نرى أنّ الإمام عليه السلام يضيف كلمة : «وإكرامك نفسك».
بل في رواية عن أبي عبد الله عليه السلام : «لاتدع طلب الرزق من حلّه ، فإنّه عون لك على دينك»(٤).
وفي أُخرى : قال له رجل : «والله إنّا لنطلب الدنيا ، ونحبّ أن نؤتاها ،
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٧/١٣ ح ٢١٨٥٥.
(٢) وسائل الشيعة ١٧/١٢ ح ٢١٨٥٢.
(٣) وسائل الشيعة ١٧/٧٦ ح ٢٢٠٢٥.
(٤) وسائل الشيعة ١٧/٣٤ ح ٢١٩١٢.