فقال عليه السلام : تُحبُّ أن تصنع بها ماذا؟ قال : أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها ، وأتصدّق بها ، وأحجّ واعتمر ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة»(١).
وفي ثالثة : «نعم العون الدنيا على الآخرة»(٢).
وفي رابعة : «فنعم المطيّة الدنيا للمؤمن عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر ...»(٣).
وقد كان من اهتمام الإمام عليه السلام بأمر الخروج إلى الكسب أن سأل أحدهم ـ وكأنّه معترض عليه ـ : «مالي أراك تركت غدوّك إلى عزّك؟!» ، ثمّ لمّا اعتذر بالحضور في جنازة أكّد عليه الإمام عليه السلام قائلاً : «فلا تدع الرواح إلى عزّك» ، منبّهاً على أنّ الحضور في الجنازة ونحو ذلك لا ينبغي أن يتجاوز حدّ الضّرورة.
هذا ، وقد أوضح في رواية اُخرى معنى «العزّ» ، بقوله عليه السلام : «تعرّضوا للتجارات ، فإنّ لكم فيها غنىً عمّا في أيدي النّاس»(٤) ، فإنّهم عليهم السلام يريدون استغناء المؤمنين عمّا في أيدي النّاس ، ولو أنّهم أطاعوا الأئمّة عليهم السلام في تعاليمهم وإرشاداتهم لكان الأمر بالعكس ، وكان الآخرون محتاجين إلى المؤمنين ، ولما كان الحال كما هو الآن كائن!!
بل لقد اشتدّ الإمام عليه السلام على بعض الأصحاب :
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٧/٣٤ ح ٢١٩١٠.
(٢) وسائل الشيعة ١٧/٢٩ ح ٢١٨٩٩.
(٣) وسائل الشيعة ٧/٥٠٩ ح ٩٩٨٧.
(٤) وسائل الشيعة ١٧/١١ ح ٢١٨٤٨.