والكتاب هذا وإنْ كان من مؤلّفات أوائل القرن الثاني عشر ، لكن بما أنّه صار كالمقدّمة على تفسير البرهان وطبع معه ؛ ذكرناه استطراداً من جملة التفاسير المؤلّفة في القرن الحادي عشر.
المقدّمة هذه تشتمل على : مقدّمات ، ومقالات ، وخاتمة ، تحتوي على أبحاث حول القرآن ، من أنّ للقرآن بطوناً ولآياته تأويلات ، وأنّ بطن القرآن وتأويله إنّما هو بالنسبة إلى الأئمّة عليهمالسلام وولايتهم ، ووجوه تناسب الظواهر مع البطون ، وإثبات وجوب الإيمان بظاهر القرآن وباطنه وتنزيله وتأويله معاً كوجوب الإيمان بمحكمه ومتشابهه ، وأنّ علم تأويل القرآن بل كلّه عند أهل البيت عليهمالسلام ، والمنع من تفسير القرآن بالرأي ، وغيرها من المباحث.
أتى في المقدّمة الثالثة فيها ـ وهي في بيان التأويلات المأثورة من الأئمة والمفهومة من بعض الروايات ـ بالكلمات القرآنية مرتّبة على حروف الهجاء ، منتهجاً نهج كتب اللغة ، وتحتوي المقدمة على ١٢٠٠ كلمة ، وأشار في الخاتمة إلى تأويلات الحروف المقطّعة التي في أوائل السور.
وقد قال المحقّق الطهراني في الذريعة : «مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار في تفسير القرآن ، وقد يقال : مشكاة الأنوار ، للمولى الشريف العدل أبي الحسن بن الشيخ محمّد طاهر بن الشيخ عبد الحميد بن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني الغروي ، ابن أخت الأمير محمّد صالح الخواتون آبادي ، الذي هو صهر العلاّمة المجلسي ، توفّي المولى أواخر الأربعين بعد المائة والألف ، وهو من أجداد صاحب الجواهر ، من طرف أمّه ، وهو تفسير جليل ، مقصور على ما ورد في متون الأخبار ، لكنّه لم يخرج منه إلاّ شيء يسير بعد مقدماته ، وهو في