بسم الله الرّحمن الرّحيم
(رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً)
ومن حوادث سنة إحدى وأربعين وستّمائة
[مكاتبة الصالح نجم الدين الخوارزمية]
فيها تردّدت الرّسل بين الصّالح إسماعيل وبين ابن أخيه الصّالح نجم الدّين ، فأطلق ابنه الملك المغيث من حبس قلعة دمشق (١) ، فركب المغيث وخطب للصّالح نجم الدّين بدمشق. ولم يبق إلّا أن يتوجّه المغيث إلى مصر ، ورضي صاحب مصر ببقاء دمشق على عمّه ومشي الحال ، فأفسد أمين الدّولة (٢) وزير إسماعيل القضيّة وقال لمخدومه : «هذا خاتم سليمان لا تخرجه من يدك تعدم الملك». فتوقّف ومنع الملك المغيث من الركوب. وشرع الفساد.
وكاتب الصّالح نجم الدّين الخوارزميّة فعبروا وانقسموا قسمين ، فجاءت طائفة على البقاع ، وجاءت طائفة على غوطة دمشق فنهبوا في القرى وسبوا وقتلوا.
وحصّن الصّالح إسماعيل دمشق وأغلقت ، فساروا إلى غزّة (٣).
__________________
(١) المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٧٢ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٧٣ ، النجوم الزاهرة ٦ / ٣٤٦ ، ٣٤٧ ، شفاء القلوب ٣٧٥.
(٢) هو السامرّي.
(٣) مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٧٤١ ، أخبار الأيوبيين ١٥٤ ، ١٥٥ ، نهاية الأرب ٢٩ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، مفرّج الكروب ٥ / ٣٣١ ـ ٣٣٣ ، دول الإسلام ٢ / ١٤٦ ، الدر المطلوب ٣٥٢ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ١٨٤ ، ١٨٥ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٦٢ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٣١٦ (حوادث سنة ٦٤٢ ه).