سنة أربع وسبعين وستّمائة
[منازلة التتار البيرة]
في شهر جمادى الآخرة نزلت التّتار على البيرة في ثلاثين ألفا ، وأكثرهم من عسكر الرّوم وماردين ، فبيّتهم أهل البيرة ، وأحرقوا المجانيق ، ونهبوا وعادوا ، فجدّ التّتار في الحصار ، والقلعة ، بحمد الله ، عاصية ، ثمّ رحلوا عنها ، وسلّم الله ، وله الحمد. وأقاموا عليها تسعة أيّام. ولمّا بلغ السّلطان ذلك أنفق في الجيش ستّمائة ألف دينار وأكثر ، وسار ، فبلغه وهو بالقطيفة (١) رحيل التّتار ، فوصل إلى حمص ، ورجع إلى القاهرة (٢).
[اتفاق البرواناه مع السلطان الظاهر]
ولمّا رحلت التّتار اتّفقوا مع البرواناه على منابذة ملكهم أبغا ، فحلف البرواناه ، والأمير حسام الدين بيجار (٣) ، وولده بهاء الدّين ، وشرف الدّين مسعود الخطير ، وأخوه (٤) ضياء الدّين (٥) ، والأمير ميكال (٦) ، على أن يكونوا
__________________
(١) القطيفة : بالشام بينها وبين دمشق ٢٤ ميلا. (الروض المعطار ، للحميري ٤٦٦).
(٢) تاريخ الملك الظاهر ١٢٤ ـ ١٢٨ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ١١٤ ، ١١٥ ، التحفة الملوكية ٨٢ ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٩ أ ، ب ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٩ ، تاريخ الزمان ٣٣٣ ، نهاية الأرب ٣٠ / ٢١٩ ، ٢٢٠ ، مسالك الأبصار ٢٧ / ورقة ٣٣٩ ، دول الإسلام ٢ / ١٧٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٣ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٦٩ ، عيون التواريخ ٢١ / ٦٩ ـ ٧١ ، تاريخ الخميس ٢ / ٤٢٤ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٢١ ، عقد الجمان (٢) ١٣٩ ، ١٤٠ ، تاريخ الأزمنة ٢٥٣ ، شذرات الذهب ٥ / ٣٤٢.
(٣) في تاريخ الملك الظاهر ١٢٨ «بيجار البابيري» ، وفي ذيل مرآة الزمان ٣ / ١١٦ «النابتري».
(٤) في الأصل : «وأخاه».
(٥) هو ضياء الدين محمود.
(٦) في تاريخ الملك الظاهر : «أمين الدين ميكائيل».