المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين ، والصلاة التامة والسلام الدائم على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين ، وعلى المرسلين ، وعلى الأئمة الأطهار من آله الأخيار ، وعلى أتباعهم الصالحين المهتدين.
وَبَعْدُ ، فإن الحديث الشريف هو ثاني أعمدة الدين الإسلامي الحنيف بعد القرآن الكريم ، ولقد ثبتت حجيته بالأدلة القاطعة في اصول الفقه ، وأصبح منذ طلوعه محطا لإفادة المسلمين ، فاستفاد العلماء من أنواره الساطعة ، وتخصص أعلام جهابذة بعلومه ، وألفوا فيها الكتب النافعة.
وحاز علماء مذهب أهل البيت عليهمالسلام ـ تبعا لأئمتهم ـ قصب السبق في تدوين الأحاديث وكتابة السنة ، والحفاظ عليها من الدس والتزوير والوضع والاختلاق ، فكان ما جاء من طرقهم أصح المتون بأصح الأسانيد ، كما اهتموا بتفصيل معارفها وعلومها ، وقد خلدوا في هذا الفن تُراثاً ضخماً فخماً ، فجزاهم الله عن الإسلام وأهله خيراً.