البلاغي ، ولا بنهجه البياني فحسب ، وإنما بدعوته الآخذة بالأعناق الى المحبة ، والخير ، والجمال ، والمعرفة ، والعلم ، والعمل ؛ وإنما بعقله الكوني ، وفكره العلمي ، وسبقه الزمني. لقد تناول القرآن المجيد الإنسان نطفة ، وعلقة ، ومضغة ، لحما وعظاما ، وليدا ورضيعا وغلاما ، شابّا وكهلا وشيخا ، حيّا وميتا ، دنيا وآخرة.
وتناول الكون أرضا وسماء ، بحارا وماء وأنهارا. وما في أعماق الأرض من معادن وخزائن ، وما في صحرائها وأدغالها من إنسان وحيوان ومن طبيعة خاصة. وما في طبقات السماء من كواكب ونجوم وأجرام. وما في أعماق البحار من عوالم الحيوان والنبات والجماد والمحار.
وتناول تعاون عناصر الكون هذه وتناغمها وانسجامها وتكاملها : الأرض مع السماء ، والشمس مع القمر. وكلاهما مع الأرض والبشر والشجر ، والماء والهواء. وكلّ منها مع الإنسان والطبيعة والبيئة والحياة.
تناولها القرآن المجيد في شتّى سوره المباركات ، وآلاف من آياته البينات بليلها ونهارها ، بجبالها ووديانها ، بظلامها ونورها ، بظلّها وحرورها ، بربيعها وخريفها ، بصيفها والشتاء.
وتناول الأديان برسلها ورسالاتها ، بكتبها وأنبيائها ، بتوراتها وإنجيلها ، بزبورها ومزاميرها وقرآنها ، بإبراهيم وإسحاق ويعقوب ، بنوح وهود وصالح ، بداود وسليمان واليسع ، بزكريا ويحيى ويونس ، بموسى وهارون ، بعيسى ومحمد ، وهو (ص) خاتمهم وسيدهم وسيّد الخلق أجمعين.
وأمر القرآن المجيد بالمعروف : محبة وصدقا وخيرا ... هجرة وجهادا وصبرا. ونهى عن المنكر : غيبة وافتراء وبهتانا ، استعلاء واستكبارا وامتهانا.
وفتح العقول والأبصار والأفئدة على العلم والعمل. فسبحان من علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم. قال تعالى في سورة الرحمن : (الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ