فسورتان فقط للعبادات وهما : السجدة والحج ، وحتى الحج فان جوانبه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية اكثر من الجانب العبادي وأقوى من الجانب الفردي.
فالقرآن هدفه الاساسي : صنع الانسان العقائدي والمفكر الواعي واعداد المجتمع الانساني وتخطيط حياته المستقبلية ، ويهدف أبدا الى توجيه الانسان الى القوانين الطبيعية والسنن الكونية وفتح عينيه على الكائنات الطبيعية وثرواتها وكنوزها لكي يستثمرها في سبيل سعادته ويسخرها لمصالحه.
والقرآن هو الكتاب الوحيد ـ دون سائر الكتب الدينية والسماوية وغيرها ـ الذي يوجه الانظار الى الطبيعة وكائناتها الحية ، ويختار اسماء سوره من كلمة واحدة فقط وبشكل دقيق يثير العقل والانتباه ويثير الحيرة والعجب ـ مع تصورنا التقليدي الحالي للقرآن ـ البقرة ، العنكبوت. النمل. النحل. الرعد. الزلزلة. النور. الشمس. النجم. القمر. البروج. التين. الزيتون. المائدة. العلق ..
كلها رموز ... ويجب أن نحقق ونبحث فيها وفي كل كلمة وكل آية ـ ومضمون من القرآن بنفس الروح التأملية والنظرة العلمية الدقيقة ، ونستنتج منها هذه المعادلات ـ الحقائق والرؤى الفكرية والبصائر الهادية.
الملاحظة الثانية :
من الملاحظ أن كل كتاب يحاول مؤلفه أن يهتم بمقدمة الكتاب وخاتمته فيصب كل موهبته وخبراته الفكرية ومهارته الادبية في المقدمة والخاتمة من الكتاب.
وهكذا نجد كل شاعر ينظم قصيدة يركز اهتمامه وذوقه الفني على مطلع القصيدة وهو البيت الاول منها ، وعلى بيت القصيد ـ وهو آخر بيت منها غالبا.