وذلك لمدى أهمية بداية الكتاب ونهايته في ترسيخ معاني الكتاب. وتكريس قيمه وتشريعاته.
فلنتأمل في كتاب الله وقرآننا الحكيم ، ولننظر ما هي كلمة البدء فيه وما هي كلمة الختام ، لنجد أول كلمة وآخر كلمة من القرآن.
القرآن أول كلمة فيه (بِسْمِ اللهِ) وآخر كلمة فيه (النَّاسِ) يبدأ باسم الله ، وينتهي باسم الناس.
فالقرآن كتاب يبتدأ من الله وينتهي الى الناس.
يبدأ بالمدح والثناء والشكر لله والاعتراف بربوبيته وحاكميته وسائر صفاته ، والاقرار له بالعبودية والخضوع له والاستعانة به واستمداد النصرة والهداية والقوة منه دعاء اليه ان يجعلنا من المهتدين ولا يجعلنا من المغضوب عليهم ولا الضالين.
هكذا يبتدىء ...
وينتهي بالاستعاذة من الله (برب الناس ، اله الناس ، ملك الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ...) نستجير ـ به سبحانه وتعالى ـ من كل عوامل التضليل والخداع والتزوير ، ومن كل وسائل الغزو الفكري والتسمم الروحي ، والتخدير الاجتماعي ، ـ نستعيذ بالله الذي هو ملك الناس من خطر (الخناس) الذي يحرف الناس عن طريق الله والقرآن ـ وتدخل في الناس كل اجهزة ـ التضليل الفكري والتحريف الاعلامي.
من هنا نجد القرآن له منطلقات ، من جهة منطلقه الاول والحقيقي هو (الله) ومنطلقه الثاني هو (الناس).
فالناس في العالم من الله والى الله يعودون ، والله مع الناس ضد أعداء الله والانسانية.
فانطلاق القرآن من هذين المبدأين : (الله والناس) يعني انه يضرب