كالقوانين الطبيعية سواء بسواء ونتائجها مرتبطة. ومتداخلة ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي تصوره.
وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين يعيش الانسان في كنف منهاج الله تعالى ... ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها وأثر هذا الانحراف في نهاية المطاف قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ. وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ).
ان الايمان بالله وعبادته على استقامة ، واقرار شريعته في الارض ، كلها انفاذ لسنن الله وهي سنن ذات فاعلية ايجابية. نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي ترى آثارها الواقعية بالحس والاختبار.
ان شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون. فانفاذ هذه الشريعة لابد أن يكون له أثر ايجابي في التنسيق بين سير الناس وسير الكون. والشريعة ان هي الا ثمرة الايمان. لا تقوم وحدها بغير أصلها الكبير. فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم. كما انها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم. وهي متكاملة مع التصور الاسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الانساني ... وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية. وما نسميه القيم الايمانية. فكلها أطراف أطرافها من سنن الله الشاملة لهذا الوجود.
والانسان كذلك قوة من قوى الوجود ، وعمله وارادته وايمانه وصلاحه. وعبادته ونشاطه ... هي كذلك قوت ذات آثار ايجابية في