ولما أدّاه هذا السلطان من خدمات للخلافة وبلدانها لقّبه الخليفة القادر بالله (٣٨١ ـ ٤٢٢ ه) بلقب (يمين الدولة) و (أمين الملّة).
قيام دولة السلاجقة :
ظهر السلاجقة (١) في بلاد ما وراء النهر وأخذوا يوسعون سلطانهم ؛ مما جعل اصطدامهم بالغزنويين أمرا لا مفر منه ، وقد قضى السلطان محمود الغزنوى أواخر حياته بعد سنة ٤١٨ ه في حروب متصلة معهم ، ولما توفى (سنة ٤٢١ ه) خلا لهم الجو واستطاع زعيمهم طغرلبك السلجوقى أن يستولى على خراسان (سنة ٤٣١ ه) ، وعلى جرجان وطبرستان (٤٣٣ ه) ، وعلى أصبهان (٤٤٢ ه). وأصبح الطريق أمامه مفتوحا إلى العراق ، وقد سنحت الفرصة حين استدعاه الخليفة العباسى القائم بأمر الله (٤٢٢ ـ ٤٦٧ ه) إلى دخول العراق لإنقاد الخلافة من مؤامرة خطيرة كانت ترمى إلى إعلان الخطبة للخلفاء الفاطميين في مصر. وبدخول طغرلبك بغداد قضى على آخر سلاطين آل بويه الملك الرحيم (٤٤٠ ـ ٤٤٧ ه) وآل إلى السلاجقة التصرف في الولايات الإسلامية التى يخطب فيها للخليفة العباسى.
ولما كان السلاجقة من أهل السنة المتحمسين لها ولأهلها فقد انتصروا لأهل السنة ضد مناوئيهم من أهل الفرق.
وانقسم السلاجقة إلى خمس بيوتات حاكمة أسست خمس دول وهى :
١ ـ دولة السلاجقة الكبرى (٤٢٩ ـ ٥٢٢ ه) وحكمت العراق وخراسان وفارس والرى والجبال والأهواز ، وانسلخت منها خراسان سنة ٥١١ ه في عهد سنجر بن ملكشاه (٥١١ ـ ٥٢٢ ه) ـ وقضى على هذه الدولة شاهات خوارزم (٢) ٢ ـ سلاجقة العراق وكردستان (٥١١ ـ ٥٩٠ ه).
٣ ـ سلاجقة كرمان (٤٣٢ ـ ٥٨٣ ه).
٤ ـ سلاجقة سوريا (٤٨٧ ـ ٥١١ ه).
٥ ـ سلاجقة الروم (٤٧٠ ـ ٧٠٠ ه).
وكان للحصانة الطبيعية التى تمتعت بها كرمان دور كبير في حمايتها من الحروب المستمرة التى دارت رحاها في الولايات الشمالية الممتدة ما بين بلاد الجبال إلى ما وراء
__________________
(١) ينتمى السلاجقة إلى قبيلة من قبائل الغز التركمانيين الذين كانوا يقطنون سهول تركستان ، وقد نزح كثير منهم إلى بلاد ما وراء النهر وشرعوا في بسط سلطانهم على البلدان التى تلا ما وراء النهر ناحية خراسان ونسبوا إلى أقوى زعمائهم (سلجوق).
(٢) قامت الدولة الخوارزمية ما بين (٤٧٠ ـ ٦٢٨ ه) في بلاد ما وراء النهر.