الدين المعروف بابن مريم ، فارس فى اللغة والنحو وواحد شيراز ... الذى تشد إليه الرحال من العالم ... وقيل : إنه كان فى سنة سبع وثمانين موجودا».
وفيما يلى ذكر حليته العلمية كما وردت فى سند كتاب البرهان :
(أخبرنا :
الشيخ الفاضل عفيف الدين شرف القراء أبو بكر محمد بن حامد بن أبى نصر المقرئى الأصفهانى.
قال أخبرنا :
الإمام الأجل الكبير فخر الدين جمال الإسلام زين النحاة أبو عبد الله نصر بن على بن محمد الشيرازى فى كتابه.
قال أخبرنا :
الإمام تاج القراء أبو القاسم محمود بن حمزة بن نصر الكرمانى) (١).
ومن مصنفات الإمام نصر يتبين عمق تأثره بأستاذه. فإن اتجاهاته فى التصنيف ما هى إلا تكملة لاتجاهات شيخه ، وأهمها تفسيره للقرآن الكريم المسمى (الكشف والبيان فى تفسير القرآن) فى ثمان مجلدات و (الموضح فى القراءات) و (المنتقى فى علل القراءات) و (الإفصاح فى شرح الإيضاح) والإيضاح هو نفس كتاب الفارسى الذى لخصه الإمام الكرمانى.
متى توفى الكرمانى؟
رددت جميع مصادر عبارة ياقوت الرومى ـ وهو أقربها إلى عصر الكرمانى ـ فأخبر مصنفوها أنه توفى بعد الخمسمائة من الهجرة ، وهى عبارة مطاطة كثيرة الاحتمالات ، وكل ما هنالك أنها تنفى وفاته قبل هذا التاريخ.
وقد لجأنا إلى كل ما يلجأ إليه المؤرخ لمعرفة تاريخ الوفاة ، فرجعنا إلى جميع المصنفات التى تهتم بالتراجم سواء فى ذلك كتب الطبقات ، أو الوفيات ، أو المشيخات ، أو الأثبات وفهارس العلماء ، ومنها تراجم رجال الإسناد فى كل الأسانيد المتصلة بالكرمانى لتقدير وفاته عن طريق من روى عنهم أو رووا عنه. وكان سند كتاب البرهان المتصل بالكرمانى أشدها وضوحا ؛ لأنه عن طريق ابن أبى مريم الإمام نصر وهو ألصق الناس بالكرمانى. وإذا بالمصادر لا تحدد أيضا وفاة تلميذ الكرمانى. فقد اتبع ياقوت معه نفس ما اتبعه مع الكرمانى ، فأخبرنا أنه كان موجودا سنة ٥٦٥ ه وتوفى بعدها.
__________________
(١) النسختان «ح» و «ق» وجه الورقة الأولى.