إليهم عليهمالسلام تلامذتهم ورواة أخبارهم وأحاديثهم ، إذ أصبح الآن على جانب كبير من السعة والإحاطة والشمول بحيث يستغرق تدريسه ـ خارجا ـ سنوات عديدة وتحتوي محاضراته مجلّدات كثيرة.
ويعدّ الإمام أبو جعفر محمّد بن علي الباقر عليهالسلام ، وابنه الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام أول من أسّسا علم أصول الفقه ، وفتح بابه ، وفتقا مسائله بما أملياه على أصحابهما من قوانين محكمة ، ومعالم بيّنة ، وفرائد أصولية أصيلة ، احتفظت بها موسوعاتنا الحديثية الكثيرة (١).
وللتدليل على ذلك نذكر إلمامة من رواياتهم وأحاديثهم ، وعبقة من عبقات أنوارهم :
فمنها : ما جاء في حجّية مفهوم الأولوية العرفية.
فقد روى الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي في كتابه (التهذيب) عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن ربعي بن عبد الله ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام.
قال : «جمع عمر بن الخطاب أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : ما تقولون في الرّجل يأتي أهله فيخالطها ولا ينزل؟
فقالت الأنصار : الماء من الماء.
وقال المهاجرون : إذا التقى الختانان فقد وجب عليه
__________________
(١) انظر تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٣١٠.