القبط (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) ـ ٥٠ ـ أجدادهم يعلمون أن ذلك حق وكان ذلك من النعم.
(وَإِذْ واعَدْنا مُوسى) يعنى الميعاد (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) يعنى ثلاثين من ذى القعدة وعشر ليال من ذى الحجة فكان الميعاد الجبل ليعطى التوراة وكان موسى ـ عليهالسلام ـ أخبر بنى إسرائيل بمصر فقال لهم إذا خرجنا منها أتيناكم من الله ـ عزوجل ـ بكتاب يبين لكم فيه ما تأتون وما تتقون فلما فارقهم موسى مع السبعين واستخلف هارون أخاه عليهم اتخذوا العجل فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ) يقول من بعد انطلاق موسى إلى الجبل (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) ـ ٥١ ـ وذلك أن موسى قطع البحر يوم العاشر من المحرم فقال بنو إسرائيل : وعدتنا يا موسى أن تأتينا بكتاب من ربنا إلى شهر فأتنا بما وعدتنا فانطلق موسى وأخبرهم أنه يرجع إلى أربعين يوما عن أمر ربه ـ عزوجل ـ فلما سار موسى فدنا من الجبل أمر السبعين أن يقيموا فى أصل الجبل وصعد موسى الجبل فكلم ربه ـ تبارك اسمه ـ وأخذ الألواح فيها التوراة فلما مضى عشرون يوما قالوا (١) : أخلفنا موسى العهد فعدوا عشرين يوما وعشرين ليلة ، فقالوا : هذا أربعون يوما فاتخذوا العجل فأخبر الله ـ عزوجل ـ موسى بذلك على الجبل فقال موسى لربه : من صنع لهم العجل؟ قال : السامري صنعه (٢) لهم ، قال موسى لربه : فمن نفخ فيه الروح؟ قال الرب ـ عزوجل ـ : أنا. فقال موسى : يا رب ، السامري صنع لهم العجل فأضلهم ، وصنعت فيه الخوار فأنت فتنت قومي [١١ أ]. فمن ثم قال الله ـ عزوجل ـ : (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) (٣) يعنى الذين خلفهم مع هارون سوى السبعين
__________________
(١) فى أ : فقالوا.
(٢) فى أ : صنع.
(٣) سورة طه : ٨٥.