يعنى الرديء بسعر الطيب لأنفسكم يقول لو كان لبعضكم على بعض حق لم يأخذ دون حقه ، ثم استثنى فقال. (إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) يقول [٤٦ ب] إلا أن يهضم بعضكم على بعض حقه فيأخذ دون حقه وهو يعلم أنه رديء فيأخذه (١) على علم (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌ) عما عندكم من الأموال (حَمِيدٌ) ـ ٢٦٧ ـ عند خلقه فى ملكه وسلطانه. ثم قال ـ سبحانه ـ : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) عند الصدقة ويأمركم أن تمسكوا صدقتكم : فلا تنفقوا فلعلكم تفتقرون (٢) (وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) يعنى المعاصي يعنى بالإمساك عن الصدقة (وَاللهُ يَعِدُكُمْ) عند الصدقة (مَغْفِرَةً مِنْهُ) لذنوبكم ويعدكم (وَفَضْلاً) يعنى الخلف من صدقتكم فيجعل لكم الخلف بالصدقة فى الدنيا ويغفر لكم الذنوب فى الآخرة (وَاللهُ واسِعٌ) لذلك الفضل (عَلِيمٌ) ـ ٢٦٨ ـ بما تنفقون. وذلك قوله ـ سبحانه ـ فى التغابن (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (٣) يعنى به الصدقة محتسبا طيبة بها نفسه يضاعفه لكم فى الدنيا ، ويغفر لكم بالصدقة فى الآخرة (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) يقول ومن يعط الحكمة وهي علم القرآن (٤) والفقه فيه (فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) يقول فقد أعطى خيرا كثيرا (وَما يَذَّكَّرُ) فيما يسمع (إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) ـ ٢٦٩ ـ يعنى أهل اللب والعقل. ثم قال : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ) من خير من أموالكم فى الصدقة (أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ) فى حق (فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ) يقول فإن الله يحصيه (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) ـ ٢٧٠ ـ يعنى للمشركين من مانع من النار. قوله ـ سبحانه ـ : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ) يقول إن تعلنوها (فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ
__________________
(١) فى أ : فيأخذ.
(٢) فى أ : فلا تنفقوا ولعلكم تتقون. والمثبت من ل.
(٣) سورة التغابن : ١٧ وتمامها (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ).
(٤) فى أ : على ، ل : علم