(لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) فى الدنيا وذلك علامة أكل الربا (ذلِكَ) الذي نزل بهم يوم القيامة (بِأَنَّهُمْ قالُوا) (١) (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) فأكذبهم الله ـ عزوجل ـ فقال : (وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) فكان الرجل إذا حل ماله فطلبه فيقول المطلوب زدني فى الأجل ، وأزيدك على مالك ، فيفعلان ذلك فإذا قيل لهم إن هذا ربا ، قالوا : سواء زدت فى أول البيع أو فى آخره عند محل المال فهما سواء فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) فقال الله ـ عزوجل ـ : (وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ) يعنى البيان فى القراءة (فَانْتَهى) عن الربا (فَلَهُ ما سَلَفَ) يقول ما أكل من الربا قبل التحريم (وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ) بعد التحريم وبعد تركه. إن شاء عصمه من الربا وإن شاء لم يعصمه قال : (وَمَنْ عادَ) فأكله استحلالا ، لقولهم إنما البيع مثل الربا. يخوف أكلة الربا فى الدنيا أن يستحلوا أكله فقال [٤٧ ب] : (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ـ ٢٧٥ ـ لا يموتون. ثم قال ـ سبحانه ـ : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) فيضمحل وينقص (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) يعنى ويضاعف الصدقات (٢) (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) ـ ٢٧٦ ـ بربه ـ عزوجل ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ) المكتوبة فى مواقيتها (وَآتَوُا الزَّكاةَ) يعنى وأعطوا الزكاة من أموالهم (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ـ ٢٧٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) ولا تعصوه (وَذَرُوا) يعنى واتقوا (ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ـ ٢٧٨ ـ
__________________
(١) فى أ : لأنهم. وفى حاشية أ : القراءة بأنهم.
(٢) فى أ : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) فيضمحل وينقص (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) يعنى ويضاعف الصدقات.