نزلت فى أربعة إخوة من ثقيف (١) مسعود ، وحبيب ، وربيعة ، وعبد ياليل ، وهم بنو عمرو بن عمير بن عوف الثقفي كانوا يداينون بنى المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم. وكانوا يربون (٢) لثقيف فلما أظهر الله ـ عزوجل ـ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على الطائف اشترطت ثقيف أن كل ربا لهم على الناس فهو لهم وكل ربا للناس عليهم فهو موضوع عنهم فطلبوا رباهم إلى بنى المغيرة فاختصموا إلى عتاب بن أسيد بن أبى العيص بن أمية ـ كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ استعمله على مكة. وقال له : أستعملك على أهل الله. وقالت بنو المغيرة : اجعلنا أشقى الناس بالربا ، وقد وضعه عن الناس؟ فقالت ثقيف : إنا صالحنا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن لنا ربانا فكتب عتاب إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى المدينة (٣). بقصة الفريقين. فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ بالمدينة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى ثقيفا (اتَّقُوا اللهَ) (٤) (وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) الآية. لأنه لم يبق غير رباهم (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فأقروا بتحريمه (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) وتقروا بتحريمه (فَأْذَنُوا) يعنى فاستيقنوا (بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) يعنى الكفر (وَإِنْ تُبْتُمْ) من استحلال الربا وأقررتم بتحريمه (فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ) التي أسلفتم لا تزدادوا (لا تَظْلِمُونَ) أحدا إذا لم تزدادوا على أموالكم (وَلا تُظْلَمُونَ) ـ ٢٧٩ ـ فتنقصون من رءوس أموالكم. فبعث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بهذه الآية إلى عتاب بن أسيد بمكة فأرسل عتاب إلى بنى عمرو بن عمير فقرأ عليهم الآية. فقالوا : بل نتوب إلى الله ـ عزوجل
__________________
(١) ورد ذلك فى أسباب النزول للواحدي : ٥٠ ، ٥١. وفى أسباب النزول للسيوطي : ٤٢.
(٢) فى أ : يدينون. وفى الواحدي : يربون.
(٣) فى أ : إلى.
(٤) ما بين الأقواس «...» : ساقط من أ ، ل.