ـ ونذر ما بقي من الربا فإنه لا يدان (١) لنا بحرب الله ورسوله فطلبوا رءوس أموالهم إلى بنى المغيرة فاشتكوا العسرة. فقال الله ـ عزوجل ـ : (وَإِنْ كانَ) المطلوب (ذُو عُسْرَةٍ) من القوم يعنى بنى المغيرة (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) يقول فأجله إلى غناه كقوله ـ سبحانه ـ (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (٢) يقول أجلنى (وَأَنْ تَصَدَّقُوا) [٤٨ أ] به كله على بنى المغيرة وهم معسرون فلا تأخذونه فهو (خَيْرٌ لَكُمْ) من أخذه (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٢٨٠ ـ (وَاتَّقُوا يَوْماً) يخوفهم (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى) يعنى (٣) توفى (كُلُّ نَفْسٍ) بر وفاجر ثواب (ما كَسَبَتْ) من خير وشر (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ـ ٢٨١ ـ فى أعمالهم وهذه آخر آية نزلت من القرآن ، ثم توفى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعدها بتسع ليال ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) يعنى اكتبوا الدين والأجل (وَلْيَكْتُبْ) الكاتب بين البائع والمشترى (بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ) يعدل بينهما فى كتابه فلا يزداد على المطلوب ولا ينقص من حق الطالب (وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ) الكتابة وذلك أن الكتاب كانوا قليلا على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول (فَلْيَكْتُبْ) الكاتب (وَلْيُمْلِلِ) على الكاتب (الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ) يعنى المطلوب ثم خوف المطلوب فقال ـ عزوجل ـ : (وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً) يعنى ولا ينقص المطلوب من الحق شيئا كقوله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) (٤) (فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً) يعنى جاهلا بالإملاء (أَوْ ضَعِيفاً) يعنى أو عاجزا أو به حمق (أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ) لا يعقل الإملاء لعيه أو لخرسه أو لسفهه ثم رجع إلى الذي له الحق فقال
__________________
(١) فى أ : لا يداين. وفى أسباب النزول للواحدي : لا يدان.
(٢) سورة الأعراف : ١٤.
(٣) هكذا فى أ.
(٤) سورة الأعراف : ٨٥.