ـ سبحانه ـ : (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ) يعنى ولى الحق فليملل هو (بِالْعَدْلِ) يعنى بالحق ولا يزداد شيئا ولا ينقص كما قال للمطلوب قبل ذلك وأمر كليهما بالعدل ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَاسْتَشْهِدُوا) على حقكم (شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ) يقول ولا يشهد الرجل على حقه إلا مرضيا إن كان (١) الشاهد رجلا أو امرأة. ثم قال : (أَنْ تَضِلَ) المرأة يعنى أن تنسى (إِحْداهُما) الشهادة (فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا) الشهادة (الْأُخْرى) يقول تذكرها المرأة الأخرى التي حفظت شهادتهما ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا) يقول إذا ما دعى الرجل ليستشهد على أخيه فلا يأب إن كان فارغا. ثم قال : (وَلا تَسْئَمُوا) يقول ولا تملوا وكل شيء فى القرآن تسأموا يعنى تملوا (أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً) يعنى قليل الحق وكثيره (إِلى أَجَلِهِ) لأن الكتاب أحصى للأجل وأحفظ للمال (ذلِكُمْ) يعنى الكتاب (أَقْسَطُ) يعنى أعدل (عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ) يعنى وأصوب (لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا) يعنى وأجدر ألا تشكوا نظيرها (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ) (٢) أى أجدر (٣).
ونظيرها فى الأحزاب (ذلِكَ أَدْنى) [٤٨ ب] يعنى أجدر (أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) (٤) فى الحق والأجل والشهادة إذا كان مكتوبا ثم رخص فى الاستثناء فقال : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ) وليس فيها أجل (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ
__________________
(١) فى حاشية أ : يحتمل أنه وامرأتين.
(٢) سورة المائدة : ١٠٨.
(٣) فى أ : ذلك أدنى ـ أجدر ـ أن يأتوا بالشهادة.
(٤) سورة الأحزاب : ٥١ وتمامها (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً).