عليه ففرح به فطلب من يقرؤه (له) فلم يجده وهو أمى. فهكذا من قرأ القرآن ولم يدر ما فيه. قال : حدثنا عبيد الله ، قال : وحدثني أبى عن الهذيل عن على ابن عاصم عن عطاء بن السائب عن أبى عبد الرحمن السلمى عن ابن مسعود ، قال : كنا إذا علمنا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ العشر آيات (١) من القرآن لم نجاوزهن إلى غيرهن حتى نعلم ما فيهن.
قال : حدثنا عبيد الله ، قال : وحدثني أبى ، قال : حدثني الهذيل عن ابن المسيب عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس ، قال : القرآن على أربعة أوجه : تفسير يعلمه العلماء ، وعربية تعرفها العرب ، وحلال وحرام لا يسع الناس جهله ، وتأويل لا يعلمه إلا الله ـ عزوجل. قلت : وما التأويل؟ قال : ما هو كائن. قال : حدثنا عبيد الله ، قال : وحدثنا أبى عن الهذيل عن مقاتل أنه قال : فى القرآن خاصّ وعام ، خاص للمسلمين (٢) وخاص فى المشركين وعام لجميع الناس ومتشابه ومحكم ومفسر ومبهم وإضمار وتمام وصلات فى الكلام مع ناسخ ومنسوخ وتقديم وتأخير وأشباه مع وجوه كثيرة وجواب فى سورة أخرى وأمثال ضربها الله ـ عزوجل ـ لنفسه وأمثال ضربها للكافر والصنم وأمثال ضربها للدنيا والبعث والآخرة وخبر الأولين وخبر ما فى الجنة والنار وخاص لمشرك واحد وفرائض وأحكام وحدود وخبر ما فى قلوب المؤمنين وخبر ما فى قلوب الكافرين وخصومة مشركي العرب وتفسير وللتفسير تفسير. قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا أبى عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل قال : من قرأ القرآن فلم يعلم تأويله فهو فيه أمى. قال : حدثنا عبيد الله قال : حدثني أبى عن الهذيل عن مقاتل عن عبد الكريم الجزوى قال : ما أجد أعظم أجرا يوم القيامة ممن علّم القرآن وعلّمه.
__________________
(١) فى الأصل : الآيات.
(٢) هكذا فى الأصل.