فى البيوت. ثم ذكر البكرين اللذين لم يحصنا فقال ـ عزوجل ـ : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) يعنى الفاحشة وهو الزنا منكم (فَآذُوهُما) باللسان يعنى بالتعيير والكلام القبيح ، بما عملا ولا حبس عليهما لأنهما بكران فيعيران ليندما ويتوبا يقول الله ـ عزوجل ـ : (فَإِنْ تابا) من الفاحشة (وَأَصْلَحا) العمل فيما بقي (فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) يعنى فلا تسمعوهما الأذى بعد التوبة (إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً) ـ ١٦ ـ ثم أنزل الله ـ عزوجل ـ فى البكرين (فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) (١) فنسخت هذه الآية (٢) التي فى النور (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) (٣) فلما أمر الله ـ عزوجل ـ بالجلد قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : الله أكبر ، جاء الله بالسبيل البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة ، والثيب بالثيب جلد مائة ورجم (٤) بالحجارة ، فأخرجوا من البيوت فجلدوا مائة ، وحدوا فلم يحبسوا (٥). فذلك قوله ـ عزوجل ـ (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) يعنى مخرجا من الحبس «يجلد البكر ورجم المحصن» (٦) (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ) يعنى التجاوز على الله (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) فكل ذنب يعمله المؤمن فهو جهل منه (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) يعنى قبل الموت (فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ) يعنى يتجاوز عنهم (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) ـ ١٧ ـ (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) يعنى الشرك (حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ
__________________
(١) سورة النور : ٢.
(٢) فى أ : الآية ، ل الآية :
(٣) ما بين الأقواس «...» من ل. وليس فى أ.
(٤) فى أ : ورجما
(٥) أى أن آية النور (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ...) الآية. نسخت آيتي النساء ١٥ ـ ١٦ الداعيتين إلى الحبس والإيذاء لمن ارتكب الفاحشة.
(٦) ما بين الأقواس «...» ليس فى ل.
وفى أ : مخرجا من الحبس ورجم المحصن وقد زدت ما اقتضاه المقام.