المواريث (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) لا يموتون (وَذلِكَ) الثواب (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ـ ١٣ ـ (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فى قسمة المواريث فلم يقسمها (وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ) يعنى يخالف أمره وقسمته إلى غيرها (يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) ـ ١٤ ـ يعنى الهوان. فلما فرض الله ـ عزوجل ـ لأم كحة وبناتها انطلق سويد وعرفطة وعيينة بن حصن إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم [٧٢ أ] ، فقالوا : إن المرأة لا تركب فرسا ولا تجاهد ، وليس عند الصبيان الصغار منفعة فى شيء. فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى ذلك (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) يعنى ما بين فى قسمة المواريث فى أول السورة ويفتيكم فى بنات أم كحة (فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ (ما كُتِبَ لَهُنَّ) (١) (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ...) إلى قوله ـ سبحانه ـ : (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً) (٢).
قوله ـ سبحانه ـ : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ) يعنى المعصية وهي الزنا وهي المرأة الثيب تزنى ولها زوج (فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ) عدولا (فَإِنْ شَهِدُوا) عليهن بالزنا (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) وإن كان لها زوج وقد زنت أخذ الزوج المهر منها من غير طلاق ولا حد ولا جماع وتحبس فى السجن حتى تموت (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) ـ ١٥ ـ يعنى مخرجا من الحبس وهو الرجم يعنى الحد فنسخ الحد فى سورة النور الحبس
__________________
(١) ما بين الأقواس (...) ساقط من أ.
(٢) الآية ١٢٧ سورة النساء وتمامها. (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً).