قالوا : إن عيسى ابن الله. وقالت : المار يعقوبية إن الله هو المسيح ابن مريم. وقالت عبادة الملك : إن الله ـ عزوجل ـ ثالث ثلاثة ـ هو إله وعيسى إله ، ومريم إله ، افتراء على الله ـ تبارك وتعالى ـ وإنما الله إله واحد وعيسى عبد الله ونبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كما وصف الله ـ سبحانه ـ نفسه (أَحَدٌ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (١) (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ) (٢) (مِنَ الْكِتابِ) يعنى التوراة اخفوا أمر الرجم وأمر محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) يعنى ويتجاوز عن كثير مما كتمتم فلا يخبركم بكتمانه. (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ) يعنى ضياء من الظلمة (وَكِتابٌ مُبِينٌ) ـ ١٥ ـ يعنى بين (يَهْدِي بِهِ اللهُ) يعنى بكتاب محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) يعنى من اتبع دين محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ودين الإسلام يهديه الله إلى طريق الجنة (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يعنى من الشرك إلى الإيمان (بِإِذْنِهِ) يعنى بعلمه (وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ١٦ ـ قوله ـ سبحانه ـ : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) نزلت فى نصارى نجران المار يعقوبيين منهم السيد والعاقب وغيرهما (قُلْ) لهم يا محمد (فَمَنْ يَمْلِكُ) فمن يقدر أن يمتنع (مِنَ اللهِ شَيْئاً) من شيء من عذابه (إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) بعذاب أو بموت فمن الذي يحول بينه وبين ذلك ثم عظم الرب ـ جل جلاله ـ نفسه عن قولهم حين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم فقال ـ سبحانه ـ : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يقول إليه سلطان السموات والأرض (وَما بَيْنَهُما) من الخلق (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) يعنى عيسى شاء أن يخلقه من غير بشر (وَاللهُ عَلى كُلِّ
__________________
(١) سورة الإخلاص.
(٢) فى أ : تخفونه.