شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ١٧ ـ من خلق عيسى من غير بشر وغيره من الخلق قدير مثلها فى آخر السورة (١). (وَقالَتِ الْيَهُودُ) يهود المدينة منهم كعب بن الأشرف ، ومالك بن الضيف وكعب بن أسيد ، وبحرى بن عمرو ، وشماس بن عمرو ، وغيرهم (وَالنَّصارى) من نصارى نجران السيد والعاقب ومن معهما ، قالوا جميعا : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) وافتخروا على المسلمين وقالوا [٩٦ ب] ما أحد من الناس أعظم عند الله منزلة منا فقال الله ـ عزوجل ـ لمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (قُلْ) للمسلمين يردوا عليهم (فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ) حين زعمتم وقلتم لن تمسنا النار إلا أياما معدودة يعنى عدة ما عبدوا فيها العجل ، إن كنتم أبناء الله وأحباؤه. أفتطيب (٢) نفس رجل أن يعذب ولده بالنار؟ والله أرحم من جميع خلقه ، فقال الله ـ عزوجل ـ لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قل لهم : (بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) من العباد ولستم بأبناء الله وأحبائه (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) يعنى يتجاوز عمن يشاء فيهديه لدينه (وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) فيميته على الكفر ثم عظم الرب نفسه ـ عزوجل ـ عن قولهم : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) فقال ـ سبحانه ـ : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) من الخلق يحكم فيهما ما يشاء هم عبيده وفى ملكه (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) ـ ١٨ ـ فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم (يا أَهْلَ الْكِتابِ) يعنى اليهود منهم رافع بن أبى حريملة ووهب ابن يهوذا (قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (يُبَيِّنُ لَكُمْ) الدين (عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) (٣) فيها تقديم : وكان بين محمد وعيسى ـ صلى الله عليهما وسلم ـ ستمائة سنة (أَنْ تَقُولُوا) يعنى لئلا تقولوا (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ) بالجنة (وَلا نَذِيرٍ) من
__________________
(١) يشير إلى آخر آية فى سورة المائدة وهي : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة المائدة : ١٢٠.
(٢) فى أ : فتطيب.
(٣) فى أ : (على فترة من الرسل) ... (يبين لكم) فقدم المتأخر.