النار ، يقول (فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ١٩ ـ إذ بعث محمدا رسولا (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ) وهم بنو إسرائيل (يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) يعنى بالنعمة (إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ) السبعين الذين جعلهم الله أنبياء بعد موسى وهارون وبعد ما أتاهم الله بالصاعقة (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) يعنى أغنياء أغنى بعضكم عن بعض فلا يدخل عليه أحد إلا بإذنه بمنزلة الملوك فى الدنيا ثم قال (وَآتاكُمْ) يعنى وأعطاكم (ما لَمْ يُؤْتِ) يعنى ما لم يعط (أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) ـ ٢٠ ـ يعنى الخير والتوراة وما أعطاكم الله ـ عزوجل ـ فى التيه من المنّ والسلوى وما ظلل عليهم من الغمام وأشباه ذلك مما فضلوا به على غيرهم فقال موسى : (يا قَوْمِ) بنى إسرائيل (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) يعنى المطهرة (الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) يعنى التي أمركم الله ـ عزوجل ـ أن تدخلوها وهي أريحا أرض الأردن وفلسطين وهما من الأرض المقدسة (١) (وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ) يعنى ولا ترجعوا وراءكم بترككم الدخول (فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ) ـ ٢١ ـ يعنى فترجعوا خاسرين وذلك أن الله ـ عزوجل ـ قال لإبراهيم ـ عليهالسلام ـ وهو بالأرض المقدسة : إن هذه الأرض التي أنت بها اليوم هي ميراث لولدك من بعدك فلما أخرج الله ـ عزوجل ـ موسى ـ عليهالسلام ـ من مصر مع بنى [٩٧ أ] إسرائيل وقطعوا البحر وأعطوا التوراة أمرهم موسى أن يدخلوا الأرض المقدسة فساروا حتى نزلوا على نهر الأردن فى جبل أريحا وكان فى أريحا ألف قرية فى كل قرية ألف بستان وجبنوا أن يدخلوها ، فبعث موسى ـ عليهالسلام ـ اثنى عشر رجلا من كل سبط رجلا يأتونه بخبر الجبارين وأمرهم أن يأتوه منها بالثمرة ، فلما أتوها خرج إليهم عوج بن عناق بنت آدم فاحتملهم ومتاعهم بيده حتى وضعهم بين
__________________
(١) فى أ : من أرضه المقدسة.