علينا حتى بقينا فى التيه وندم موسى ـ عليهالسلام ـ على ما دعا عليهم وشق عليه حين تاهوا فأوحى الله ـ عزوجل ـ إليه (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) ـ ٢٦ ـ يعنى لا تحزن على قوم أنت سميتهم فاسقين أن تاهوا ثم مات هارون ـ عليهالسلام ـ فى التيه ومات موسى من بعده بستة أشهر ، فماتا جميعا فى التيه ، ثم إن الله ـ عزوجل ـ أخرج ذرياتهم بعد أربعين سنة وقد هلكت الأمة العصاة كلها وخرجوا مع يوشع ابن نون ابن أخت موسى وكالب بن يوقنا بعد وفاة موسى ـ عليهالسلام ـ بشهرين فأتوا أريحا فقاتلوا أهلها ففتحوها وقتلوا مقاتلتهم وسبوا ذراريهم وقتلوا ثلاثة من الجبارين وكان قاتلهم يوشع بن نون فغابت الشمس فدعا يوشع بن نون فرد الله ـ عزوجل ـ عليه الشمس فأطلعت ثانية وغابت الشمس الثانية ودار الفلك فاختلط على الحساب حسابهم منذ يومئذ فيما بلغنا ومات فى التيه كل ابن عشرين سنة فصاعدا وموضع التيه (١) بين فلسطين وإيلة ومصر ، فتاه القوم بعصيانهم ربهم ـ عزوجل ـ وخلافهم على نبيهم مع دعاء بلعام بن باعور ابن ماث عليهم فيما بين ستة فراسخ إلى اثنى عشر فرسخا لا يستطيعون الخروج منها أربعين سنة ومات هارون حين أتم ثمانية وثمانين سنة وتوفى موسى بعده بستة (٢) أشهر واستخلف عليهم يوشع بن نون ، وحين ماتوا كلهم أخرج (٣) ذراريهم يوشع بن نون وكالب بن يوقنا.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ) يقول اتل يا محمد على أهل مكة نبأ ابني آدم (بِالْحَقِ) ليعرفوا نبوتك [٩٨ أ] يقول اتل عليهم حديث ابني آدم هابيل وقابيل
__________________
(١) التيه : ساقطة من أ ، ومثبتة فى ل.
(٢) فى أ : بستة وهو تصحيف لأنه ذكر من قبل أن وفاة موسى بعد هارون بستة أشهر ، فلا بد أن كلمة أشهر سقطت فنطق ستة ، سنة.
(٣) فى أ : حين ماتوا كلهم فأخرج.