قال تعالى : (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ) يعنى الرجم على المحصن والمحصنة والقصاص فى الدماء سواء (ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) يعنى يعرضون من بعد البيان فى التوراة (وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) ـ ٤٣ ـ يعنى وما أولئك بمصدقين حين حرفوا ما فى التوراة ثم أخبر الله عن التوراة فقال ـ سبحانه ـ : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) وضياء من الظلمة (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ) من لدن موسى ـ عليهالسلام ـ إلى عيسى ابن مريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ألف نبى (الَّذِينَ أَسْلَمُوا) يعنى أنهم مسلمون «أو أسلموا وجوههم لله» (١) (لِلَّذِينَ هادُوا) يعنى اليهود يحكمون بما لهم وما عليهم (وَ) يحكم بها (الرَّبَّانِيُّونَ) وهم المتعبدون من أهل التوراة من ولد هارون : يحكمون بالتوراة (وَالْأَحْبارُ) يعنى القراء والعلماء منهم (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ) ـ عزوجل ـ من الرحم وبعث محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى كتابهم ثم قال يهود المدينة : كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، ومالك بن الضيف ، وأصحابهم (وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ) يقول لا تخشوا يهود خيبر أن تخبروهم بالرجم ونعت محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَاخْشَوْنِ) إن كتمتموه (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) عرضا يسيرا مما كانوا يصيبون من سفلة اليهود من الطعام والثمار (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) فى التوراة : بالرجم ونعت محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويشهد به (٢) (فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) ـ ٤٤ ـ ولما أرادوا القيام (٣) قالت بنو قريظة ، أبو لبابة ، وشعبة بن عمرو ، ورافع بن حريملة ، وشاس بن عمرو
__________________
(١) هذه الزيادة لتوضيح المعنى وهي منقولة من المنار : ٦ / ٣٩٨ ط ١.
(٢) فى أ : وشهد به ، ل : ويشهد به.
(٣) فى أ ، ل : القيام به.