للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إخواننا ـ بنى النضير ، كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد ، ومالك بن الضيف ، وغيرهم ، أبونا واحد وديننا واحد إذا قتل أهل النضير منا قتيلا أعطونا سبعين وسقا من تمر ، وإن قتلنا منهم قتيلا أخذوا منا مائة وأربعين وسقا من تمر (١) وجراحاتنا على أنصاف جراحاتهم فاقض بيننا وبينهم يا محمد. فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن دم القرظي وفاء من دم النضيري وليس للنضيري على القرظي فضل فى الدم ولا فى العقل. قال كعب بن الأشرف ، ومالك بن الضيف ، وكعب بن أسيد ، وأصحابهم : لا نرضى بقضائك ، ولا نطيع أمرك ، ولنأخذن بالأمر الأول ، فإنك عدونا ، وما تألو أن تضعنا وتضرنا (٢).
وفى ذلك يقول الله ـ تعالى ـ (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ) [١٠١ ب] يعنى حكمهم الأول (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً) يقول فلا أحد أحسن من الله حكما (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وعد الله ـ عزوجل ـ ووعيده (٣) ثم أخبر عن التوراة فقال ـ سبحانه ـ (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها) يعنى وفرضنا عليهم فى التوراة نظيرها فى المجادلة «كتب الله» (٤) يعنى قضى ، (أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ (٥) لَهُ)
__________________
(١) فى أ : وسق تمر ، ل : وسقا من تمر.
(٢) فى ل : تصغرنا وتضعنا ، أ : تضعنا وتضرنا.
(٣) فى أ ، ل ذكر آية (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ...) بين الآية ٤٣ ، ٤٥ حتى يهيأ للقارئ أنها بعد آية ٤٤ ترتيبا ، ولذلك لم أضعها بين قوسين هكذا (...) بل وضعتها بين «...» لأنها آية رقم ٥٠ من نفس السورة وسيأتى مكان تفسيرها قريبا.
(٤) سورة المجادلة : ٢١ وهي (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
(٥) والأذن بالأذن : ساقطة من أ.