هذه الآية (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا) بعضهم لبعض (أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ) يعنى المنافقين (جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) إذ حلفوا بالله ـ عزوجل ـ فهو جهد (١) اليمين (إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ) على دينكم يعنى المنافقين (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) يعنى بطلت أعمالهم لأنها كانت فى غير الله ـ عزوجل ـ (فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ) ـ ٥٣ ـ فى الدنيا قوله ـ سبحانه ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) وذلك حين هزموا يوم أحد شك أناس (٢) من المسلمين فقالوا ما قالوا (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) فارتد بعد وفاة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بنو تميم وبنو حنيفة وبنو أسد وغطفان وأناس من كندة منهم الأشعث بن قيس فجاء الله ـ عزوجل ـ بخير من الذين ارتدوا : بوهب (٣) بطن من كندة وبأحمس بجيلة وحضرموت «وطائفة من حمير» (٤) وهمذان ، أبدلهم مكان الكافرين ثم نعتهم فقال ـ سبحانه ـ : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) بالرحمة واللين (أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) يعنى عليهم بالغلظة والشدة فسدد الله (٥) ـ عزوجل ـ بهم الدين (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) العدو يعنى فى طاعة الله (وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) يقول ولا يبالون غضب من غضب عليهم (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ) يعنى دين الإسلام (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ) لذلك الفضل (عَلِيمٌ) ـ ٥٤ ـ لمن يؤتى الإسلام ، وفيهم نزلت وفى الإبدال : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) [١٠٣ أ] (٦). وقوله : ـ سبحانه ـ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ـ ٥٥ ـ وذلك أن عبد الله بن سلام وأصحابه قالوا للنبي ـ
__________________
(١) فى أ : بجهد ، ل : جهد.
(٢) فى ل : ناس ، أ : أناس.
(٣) فى أ ، ل : موهوب.
(٤) من ل.
(٥) فى أ : فشد ، ل : فسدد.
(٦) سورة محمد : ٣٨.