صلىاللهعليهوسلم ـ عند صلاة الأولى : إن اليهود أظهروا لنا العداوة من أجل الإسلام ولا يكلموننا ولا يخالطوننا فى شيء ومنازلنا فيهم ولا نجد متحدثا دون هذا المسجد. فنزلت هذه الآية فقرأها النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين أولياء ، وجعل الناس يصلون تطوعا بعد المكتوبة. وذلك فى صلاة الأولى (١) وخرج النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى باب المسجد فإذا هو بمسكين قد خرج من المسجد وهو يحمد الله ـ عزوجل ـ فدعاه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : هل أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم يا نبى الله. قال : من أعطاك؟ قال : الرجل القائم أعطانى خاتمه : يعنى على ابن أبى طالب ـ رضوان الله عليه ـ فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : على أى حال أعطاكه؟ قال : أعطانى وهو راكع. فكبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال : الحمد لله الذي خص عليا بهذه الكرامة. فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعنى على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) ـ ٥٦ ـ يعنى شيعة الله ورسوله والذين آمنوا هم الغالبون فبدأ بعلى بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ قبل المسلمين ثم جعل المسلمين
__________________
(١) لا تطوع قبل الصبح بأكثر من سنته ولا تطوع فى الصبح إلى أن تطلع الشمس. وقد كان مقاتل شيعى زيدي فيؤخذ كلامه فى مدح على بتحفظ.
وفى تفسير المنار يذهب الشيخ محمد عبده إلى أن الآية عامة فى جميع المؤمنين يقصد قوله ـ تعالى ـ : (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) وقصرها على على يحتاج إلى سند صحيح.
لكن ورد فى أسباب النزول للواحدي : ١١٤ ، روايات تؤيد ما ذهب إليه مقاتل وفى سندها ضعف. وأورد السيوطي فى الدر المنثور : ٩٠ ، ٩١ ، روايات صحيحة عن عبد الرزاق وغيره تؤيد أن الآية نزلت فى على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه.