وأهل الكتاب المؤمنين : فيهم عبد الله بن سلام وغيره هم الغالبون لليهود ، حين قتلوهم وأجلوهم «من المدينة» (١) إلى الشام : وأذرعات وأريحا ، قوله ـ سبحانه ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى المنافقين الذين أقروا باللسان وليس الإيمان فى قلوبهم (لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ) الإسلام (هُزُواً وَلَعِباً) يعنى استهزاء وباطلا ، وذلك أن المنافقين كانوا يوالون اليهود : فيتخذونهم أولياء ، قال : (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) يعنى اليهود (مِنْ قَبْلِكُمْ) لأنهم أعطوا التوراة قبل أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : لا تتخذوهم أولياء (وَ) لا تتخذوا (الْكُفَّارَ أَوْلِياءَ) يعنى كفار اليهود ومشركي العرب ، ثم حذرهم فقال : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ـ ٥٧ ـ يعنى إن كنتم مصدقين فلا تتّخذوهم أولياء يعنى كفار العرب حين ، قال عبد الله بن أبى ، وعبد الله بن نتيل وأبو لبابة وغيرهم من اليهود : لئن أخرجتم لنخرجن معكم ، حين كتبوا إليهم ، ثم أخبر عن اليهود فقال ـ سبحانه ـ (وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً) يعنى [١٠٣ ب] استهزاء وباطلا وذلك أن اليهود كانوا إذا سمعوا الأذان ورأوا المسلمين قاموا إلى صلاتهم يقولون قد قاموا لا قاموا ، وإذا رأوهم ركعوا قالوا لا ركعوا وإذا رأوهم سجدوا ضحكوا وقالوا لا سجدوا واستهزءوا ، يقول الله ـ تعالى ـ : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) ـ ٥٨ ـ يقول لو عقلوا ما قالوا هذه المقالة (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) ـ ٥٩ ـ قال : أتى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أبو ياسر ، وحيى ابن أخطب ، ونافع بن أبى نافع وعازر بن أبى عازر ، وخالد وزيد ابنا عمرو ، وأزر بن أبى أزر ، وأشبع ، فسألوه عن من يؤمن به من الرسل؟ فقال رسول الله
__________________
(١) زيادة من ل.