ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «نؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون» (١) فلما ذكر عيسى ابن مريم جحدوا نبوته ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقالوا : لا نؤمن بعيسى ولا بمن آمن به. فأنزل الله ـ عزوجل ـ هذه الآية : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ) يعنى صدقنا بالله بأنه واحد لا شريك له (وَ) صدقنا ب (ما أُنْزِلَ إِلَيْنا) يعنى قرآن محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَ) صدقنا ب (ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ) قرآن محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الكتب التي أنزلها الله ـ عزوجل ـ على الأنبياء عليهمالسلام (وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) يعنى عصاة ، قالت اليهود للمؤمنين : ما نعلم أحدا من أهل هذه الأديان أقل حظا فى الدنيا والآخرة منكم. فأنزل الله ـ عزوجل ـ (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ) يعنى المؤمنين (مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ) يعنى ثوابا من عند الله ، قالت اليهود : من هم يا محمد؟ فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ) وهم اليهود (وَغَضِبَ عَلَيْهِ) فإن لم يقتل أقر بالخراج وغضب عليه (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ) القردة فى شأن الحيتان (٢) والخنازير (٣) فى شأن المائدة.
__________________
(١) فى أ : نؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم ... إلى قوله ... مسلمون وهو يشير إلى الآية ١٣٦ من سورة البقرة وتمامها (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ). والمثبت من ل.
(٢) الحيتان هي : الأسماك التي نهوا عن صيدها يوم السبت فاصطادوها بالحيلة فقال لهم الله : (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ).
(٣) وأما المائدة فقد طلبها عيسى من السماء واشترط عليهم الإيمان بالله وألا يرفعوا شيئا منها فأكلوا منها ثم كفروا ورفعوا من المائدة فدعا عليهم عيسى : أن يلعنهم الله كما لعن أصحاب السبت ، فمسخهم الله خنازير.