بالمعاصي. وقوله ـ سبحانه ـ : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ) يعنى اليهود والنصارى (آمَنُوا) يعنى صدقوا بتوحيد الله (وَاتَّقَوْا) الشرك (لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) يعنى لمحونا عنهم ذنوبهم (وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ـ ٦٥ ـ [١٠٤ ب](وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) فعملوا بما فيهما من أمر الرجم والزنا (١) وغيره ولم يحرفوه عن مواضعه فى التوراة التي أنزلها الله ـ عزوجل ـ فأما فى الإنجيل فنعت محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «وأما فى التوراة فنعت محمد ـ صلىاللهعليهوسلم» (٢) ـ والرجم والدماء وغيرها ، ولم يحرفوها عن مواضعها ، (وَ) أقاموا ب (ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ) فى التوراة والإنجيل من نعت محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ومن إيمان بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولم يحرفوا نعته (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ) يعنى المطر (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) يعنى من الأرض : النبات ثم قال ـ عزوجل ـ (مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) يعنى عصبة عادلة فى قولها من مؤمنى أهل التوراة والإنجيل ، فأما أهل التوراة فعبد الله بن سلام وأصحابه وأما أهل الإنجيل فالذين كانوا على دين عيسى ابن مريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهم اثنان وثلاثون رجلا ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ) يعنى من أهل الكتاب يعنى كفارهم (ساءَ ما يَعْمَلُونَ) ـ ٦٦ ـ يعنى بئس ما كانوا يعملون. قوله ـ سبحانه ـ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ) يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ دعا اليهود إلى الإسلام فأكثر الدعاء فجعلوا يستهزئون ويقولون «أتريد يا محمد أن نتخذك حنانا ، كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم حنانا» (٣) فلما رأى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
__________________
(١) فى ل : والدماء ، وفى أ : والزنا.
(٢) ما بين الأقواس «...» زيادة من ل
(٣) فى أ : تريد يا محمد أن نتخذك حنانا ، والمثبت من ل.