«ذلك» (١) سكت عنهم فحرض الله يعنى فحضض الله ـ عزوجل ـ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على الدعاء إلى الله ـ عزوجل ـ وألا يمنعه (٢) ذلك تكذيبهم إياه واستهزاؤهم فقال : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٣) (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) يعنى من اليهود فلا تقتل (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) ـ ٦٧ ـ يعنى اليهود ، فلما نزلت هذه الآية أمن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من القتل والخوف فقال : لا أبالى من خذلنى ومن نصرني (٤). وذلك أنه كان خشي أن تغتاله اليهود فتقتله ، ثم أخبره ماذا يبلغ؟ فقال ـ تعالى ـ : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ) يعنى اليهود والنصارى (لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) من أمر الدين (حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) يقول حتى تتلوهما حق تلاوتهما كما أنزلهما الله ـ عزوجل ـ (وَ) تقيموا (ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) (٥) من أمر محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولا تحرفوه عن مواضعه ، فهذا الذي أمر الله ـ عزوجل ـ أن يبلغ (٦) أهل الكتاب.
(وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعنى ما فى القرآن من أمر الرجم والدماء (طُغْياناً وَكُفْراً) يعنى وجحودا بالقرآن (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ) يعنى
__________________
(١) ذلك : زيادة من ل.
(٢) فى أ : ولا يمتعه ، ل : وألا يمنعه.
(٣) فى أ : إلى قوله (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) وقد نقلت الآية حتى يتم نقلها كما هي فى المصحف.
(٤) ورد ذلك فى لباب النقول للسيوطي : ٩٢ ـ ٩٣ ، وبه عدة روايات أخرى فى أسباب نزول الآية.
كذلك أورد الواحدي فى أسباب النزول : ١١٥ ، ما أورده مقاتل فى التفسير ، وزاد الواحدي روايات أخرى على ما ذكره مقاتل.
(٥) فى أ : «ما أنزله الله إليكم».
(٦) فى أ : يتبع ، ل : يبلغ.