والمسيح ومريم (١) يقول الله ـ عزوجل ـ تكذيبا لقولهم (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ) من الشرك (لَيَمَسَّنَ) يعنى ليصيبن (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٧٣ ـ يعنى وجيع والقتل بالسيف والجزية على من بقي منهم عقوبة ، ثم قال ـ سبحانه ـ يعيبهم : (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ) يعنى أفهلا يتوبون إلى الله (وَيَسْتَغْفِرُونَهُ) من الشرك فإن فعلوا «غفر لهم» (٢) (وَاللهُ غَفُورٌ) لذنوبهم (رَحِيمٌ) ـ ٧٤ ـ بهم. ثم أخبر عن عيسى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال ـ سبحانه ـ [١٠٥ ب] : (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) يعنى مؤمنة كقوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) (٣) يعنى مؤمنا نبيا. وذلك حين قال لها جبريل ـ عليهالسلام ـ (إِنَّما أَنَا) (٤) (رَسُولُ رَبِّكِ) (٥) وفى بطنك المسيح فآمنت بجبريل ـ عليهالسلام ـ وصدقت بالمسيح ابن مريم ـ عليهالسلام ـ ثم سميت الصديقة وهي يومئذ فى محراب بيت المقدس (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) فلو كانا إلهين ما أكلا الطعام (انْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ) يعنى العلامات فى أمر عيسى ومريم أنهم كانا يأكلان الطعام والآلهة لا تأكل الطعام (٦) (ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) ـ ٧٥ ـ يعنى من أين يكذبون فأعلمهم أنى واحد (قُلْ) لنصارى نجران (أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) يعنى عيسى (ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا) فى الدنيا (وَلا نَفْعاً) فى الآخرة (وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ) لقولهم إن الله هو المسيح ابن مريم
__________________
(١) فى ل : الله المسيح ومريم ، أ : الله والمسيح ومريم.
(٢) زيادة اقتضاها السياق.
(٣) سورة مريم : ٥٦.
(٤) فى أ : إنى أنا.
(٥) سورة مريم : ١٩.
(٦) فى أ : وألا يأكل الطعام. وفى حاشية أ : والإله لا يأكل الطعام .. محمد. وفى ل : والآلهة لا تأكل الطعام.