(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) نزلت فى سعد بن أبى وقاص ـ رضى الله عنه ـ وفى رجل من الأنصار يقال له عتبان بن مالك الأنصارى ، وذلك أن الأنصارى صنع طعاما وشوى رأس بعير ودعا سعد بن أبى وقاص إلى الطعام وهذا قبل التحريم فأكلوا وشربوا حتى انتشوا وقالوا الشعر ، فقام الأنصارى إلى سعد فأخذ إحدى لحيي البعير فضرب به وجهه فشجه فانطلق سعد مستعديا إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فنزل تحريم الخمر ، فقال ـ سبحانه ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) (١) يعنى به القمار كله (وَالْأَنْصابُ) يعنى الحجارة التي كانوا ينصبونها ويذبحون لها (وَالْأَزْلامُ) يعنى القدحين الذين كانوا يعملون بهما (رِجْسٌ) يعنى إثم (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ) يعنى من تزيين الشيطان ومثله فى القصص (قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) (٢) (فَاجْتَنِبُوهُ) فهذا النهى للتحريم (٣) ، كما قال ـ سبحانه ـ : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) (٤) فإنه حرام : كذلك فاجتنبوا الخمر فإنها حرام (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ـ ٩٠ ـ يعنى لكي (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ) يعنى أن يغرى بينكم العداوة (وَالْبَغْضاءَ) الذي كان بين سعد وبين الأنصارى حتى كسر أنف سعد (فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) ورث ذلك العداوة والبغضاء (وَ) يريد الشيطان أن (يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) يقول إذا سكرتم لم تذكروا الله ـ عزوجل ـ (وَعَنِ الصَّلاةِ) يقول إذا سكرتم لم تصلوا (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) ـ ٩١ ـ فهذا وعيد بعد النهى والتحريم قالوا انتهينا يا ربنا. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يا أيها الذين آمنوا إن الله حرم عليكم
__________________
(١) ورد ذلك فى أسباب النزول للواحدي : ١١٨ ، وساق رواية أخرى طويلة فى سبب نزول الآية ، وأورد السيوطي فى لباب النقول : ٩٦ عدة روايات فى أسباب نزول هذه الآية وما بعدها.
(٢) سورة القصص : ١٥.
(٣) فى أ : والتحريم.
(٤) سورة الحج : ٣٠.