يعنى جزاء ذنبه يعنى الكفارة عقوبة له بقتله «الصيد» (١) (عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ) يقول عفا الله عما كان منه قبل التحريم يقول تجاوز الله عما صنع فى قتله الصيد متعمدا قبل نزول هذه الآية (وَمَنْ عادَ) بعد النهى إلى قتل الصيد (فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) بالضرب والفدية وينزع ثيابه (وَاللهُ عَزِيزٌ) يعنى منيع فى ملكه (ذُو انْتِقامٍ) ـ ٩٥ ـ من أهل معصيته فيمن قتل الصيد.
نزلت هذه الآية «قبل الآية» (٢) الأولى : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٣) [١٠٨ ب] ثم قال ـ عزوجل ـ : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ) يعنى السمك الطري وشيء يفرخ فى الماء لا يفرخ فى غيره فهو للمحرم حلال ، ثم قال : (وَطَعامُهُ) يعنى مليح (٤) السمك (مَتاعاً لَكُمْ) يعنى منافع لكم يعنى للمقيم (وَلِلسَّيَّارَةِ) يعنى للمسافر (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) يعنى ما دمتم محرمين (وَاتَّقُوا اللهَ) ولا تستحلوا الصيد فى الإحرام ثم حذرهم قتل الصيد ، فقال ـ سبحانه ـ : (الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٥) ـ ٩٦ ـ فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم. قوله ـ سبحانه ـ : (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ
__________________
(١) ساقطة من أ ، ومثبتة فى ل.
(٢) زيادة من ل.
(٣) أى أن الآية : ٩٥ من سورة المائدة نزلت قبل الآية ٩٤ من سورة المائدة والآية (٩٤) (الأولى) هي التي ذكر فيها (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ).
وبرغم أن (٩٥) نزلت قبل (٩٤) إلا أنها فى ترتيب المصحف كتبت (٩٤) أولا وبعدها (٩٥).
وما أكثر الآيات التي تقدمت نزولا وتأخرت ترتيبا فترتيب المصحف توقيفى تلقاه النبي (ص) عن جبريل عن رب العزة. وكانت إذا نزلت آية جديدة يقول النبي (ص) اكتبوها فى سورة كذا فى مكان كذا.
(وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى).
(٤) فى ل : ملح ، أ : قليح.
(٥) فى حاشية أ ، فى الأصل واعلموا أنكم إليه تحشرون.