ـ ١٠٠ ـ قوله ـ سبحانه ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [١٠٩ أ] نزلت فى عبد الله بن جحش بن رباب الأسدى من بنى غنم ابن دودان وفى عبد الله بن حذافة القرشي ثم السهمي وذلك أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج (١). فقال عبد الله بن جحش : أفي كل عام فسكت عنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم أعاد قوله ، فسكت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم عاد ، فغضب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ونخسه بقضيب كان معه ، ثم قال : ويحك ، لو قلت نعم لوجبت فاتركوني ما تركتكم فإذا أمرتكم بأمر فافعلوه وإذا نهيتكم عن أمر فانتهوا عنه. وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أيها الناس ، إنه قد رفعت لي الدنيا فأنا انظر إلى ما يكون فى أمتى من الأحداث إلى يوم القيامة ، ورفعت لي أنساب العرب فأنا أعرف أنسابهم رجلا رجلا. فقام رجل ، فقال : يا رسول الله : أين أنا؟ قال : أنت فى الجنة. ثم قام آخر فقال : أين أنا؟ قال : فى الجنة ، ثم قام الثالث فقال : أين أنا؟ فقال : أنت فى النار. فرجع الرجل حزينا ، وقام عبد الله بن حذافة وكان يطعن فيه فقال : يا رسول الله من أبى؟ قال : أبوك حذافة. وقام رجل من بنى عبد الدار ، فقال : يا رسول الله من أبى؟ قال : أبوك سعد ، نسبه إلى غير أبيه ، فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله استر علينا يستر الله عليك إنا قوم قريبو عهد بالشرك. فقال له رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : خيرا. فأنزل الله ـ عزوجل ـ (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) يعنى إن تبين لكم فلعلكم (٢) إن تسألوا عما لم ينزل به قرآنا فينزل به قرآنا
__________________
(١) ورد ذلك فى أسباب النزول للسيوطي : ٩٦ ـ ٩٧. كما ورد فى أسباب النزول للواحدي : ١٢١ برواية عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ... إلى على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ برفعه.
(٢) فى أ : فعلكم.